وقد ذكر مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : صحيح مسلم السلام (2230),مسند أحمد بن حنبل (4/68). من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سنن الترمذي الطهارة (135),سنن أبو داود الطب (3904),سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639),مسند أحمد بن حنبل (2/476),سنن الدارمي الطهارة (1136). من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أخرجه أهل السنن الأربع , وعن عمران بن حصين مرفوعا : سنن الترمذي الطهارة (135),سنن أبو داود الطب (3904),سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639),مسند أحمد بن حنبل (2/476),سنن الدارمي الطهارة (1136). ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد , قال ابن القيم رحمه الله : ( من اشتهر بإحسان الزجر عندهم سموه عائفا وعرافا .
والمقصود من هذا : معرفة أن من يدعي معرفة علم شيء من المغيبات فهو إما داخل في اسم الكاهن وإما مشارك له في المعنى فيلحق به , وذلك أن إصابة المخبر ببعض الأمور الغائبة في بعض الأحيان يكون بالكشف ومنه ما هو من الشياطين . ويكون بالفال والزجر والطيرة والضرب بالحصى والخط في الأرض والتنجيم والكهانة والسحر ونحو هذا من علوم الجاهلية . ونعني بالجاهلية كل ما ليس من أتباع الرسل عليهم السلام كالفلاسفة والكهان والمنجمين ودهرية العرب الذين كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم , فإن هذه علوم لقوم ليس لهم علم بما جاءت به الرسل صلى الله عليهم وسلم , وكل هذه الأمور يسمى صاحبها كاهنا وعرافا وما في معناهما فمن أتاهم أو صدقهم بما يقولون لحقه الوعيد .
وقد ورث هذه العلوم عنهم أقوام , فادعوا بها علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه , وادعوا أنهم أولياء لله وأن ذلك كرامة ) انتهى المقصود نقله من كلام ابن القيم رحمه الله .
وقال العلماء وفقهاء هذه الأمة , أن علم النجوم وما يسمى بالطالع وقراءة الكف وقراءة الفنجان ومعرفة الحظ كلها من علوم الجاهلية , ومن المنكرات التي حرمها الله ورسوله , وأنها من أعمال الجاهلية وعلومهم الباطلة التي جاء الإسلام بإبطالها والتحذير من فعلها , أو إتيان من يتعاطلها وسؤاله عن شيء منها , أو تصديقه فيما يخبر به من ذلك لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به , قال تعالى : سورة النمل الآية 65 قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور أن يتوب إلى الله ويستغفره , وأن يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور , مع أخذه بالأسباب الشرعية والحسية المباحة وأن يدع هذه الأمور الجاهلية ويبتعد عنها , ويحذر سؤال أهلها أو تصديقهم طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظا على دينه وعقيدته , والله المسئول أن يرزقنا والمسلمين الفقه في دينه والعمل بشريعته , وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا , وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وخاتم رسله محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين والله اعلم .